المبحث الأول: العناصر الأساسية للتعريف بالإسلام لغير المسلمين

أولاً: تعريف التعريف بالإسلام:
المقصود بعبارة التعريف بالإسلام، في هذا الكتيب، هو النشاط الذي يقتصر على التعامل مع غير المسلمين فقط (من أتباع الأديان السماوية وغيرها، ومن الذين لا يدينون أولا يؤمنون بأي معتقد أو دين) لإبلاغهم عن الإسلام، وتعريفهم به، ودعوتهم إليه.
ولا يدخل في هذا التعريف أي نشاط موجه إلى المسلمين، لا من قريب ولا من بعيد.
هذا ويمكن تقسيم غير المسلمين، المستهدفين في هذه الدراسة، إلى ثلاثة أقسام هي :
1. قسم من الناس لا يعرف شيئاً عن الإسلام.
2. القسم الثاني، سمع عن الإسلام، ولكن من مصادر معادية، فالصورة لديه عن الإسلام مشوهة ومعادية أو سلبية.
3. القسم الأخير، هم الذين حملوا على عاتقهم معاداة ومحاربة الإسلام، كدين وحضارة، والكيد له، وترويج إدعاآتهم بكل الوسائل، لتشويه صورته، وتحويف الناس منه وإبعادهم عنه، وهز ثقة المسلمين فيه، والعمل على إخراجهم منه وكفرهم به. وهذا القسم هو أخطر الأقسام وأشرسها، على مدار التاريخ، ويأتي على رأس هؤلاء، المستشرقون اليهود والنصارى، والمنصرون التابعون للكنيسة الكاثوليكية والكنائس البروتستانتية على وجه التحديد.
ثانياً: الرسالة:
هي الموضوع الذي تُعَّرف الناس به وتدعوهم إليه، وهو الإسلام. واعلم أنه أعظم هبة حبانا الله تعالى بها. قال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) سورة المائدة آية رقم 3.
ولا أقصد بالإسلام هنا، العبادات فقط، على عظم شأنها في حياة المسلمين، ولكني أقصد الإسلام بمفهومه الشامل والكامل، الذي يتسع لجميع مناحي الحياة اللائقة للبشرية، والتي ارتضاها الله لعباده، على هذه البسيطة، والموصل إلى الحياة الآخرة بعد الموت.
ثالثاً: الداعي أو المعرف بالإسلام:
هو الشخص الذي يُعَّرف غير المسلمين بالإسلام، ويدعوهم إليه. وهو يسوَّق فكرة ربانية عظيمة، ويعمل عمل الأنبياء والرسل، وهي أشرف الأعمال على الأطلاق.
ومن المتعارف عليه في فن التسويق، أن البائع أو المسوَّق لبضاعة أو خدمة ما، بكفاءة وفاعليه، فإنه يتحتم عليه الأحاطة بعدد من العناصر ، أهمها :
1. التعرف على خواص ومميزات ونواقص أو عيوب بضاعته أو خدماته.
2. التعرف على خواص ومميزات ونواقص أو عيوب البضائع أو الخدمات المنافسة.
3. تحديد نوعية الزبائن أو المستهلكين المستهدفين بحملته، ومعرفة أعمارهم وجنسهم وأذواقهم وطبائعهم وعاداتهم وتقاليدهم . . . الخ.
فإذا كان ذلك هو المطلوب، من مسوق لمادة استهلاكية أو معمرة أو خدمة ما، فمابالك بالداعية، الذي يسوق منهج رباني كالإسلام، لغير المؤمنين به ؟
إنه ملزم بمعرفة وإجادة فنون التعريف أو الدعوة للإسلام (كأي شخص يريد أن يتخصص في أي فن من فنون الحياة) والتي سنناقشها بالتفصيل في الصفحات التالية.
رابعاً : المدعوين إلى التعرف على الإسلام:
هم كل البشر من غير المسلمين بلا استثناء. إننا نحب كل الناس، ولولم نحبهم لما تجشمنا متاعب دعوتهم إلى التعرف على دين الله، ليعيشوا كما أراد الله لهم، مسلمين عابدين لربهم، متناغمين مع الكون وما فيه من مخلوقات. وإننا لسنا مبتدعين في هذا المجال، فقدوتنا في هذا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإننا لا نريد ممن ندعوهم ولا من غيرهم، جزاءً ولا شكورا.